كتبت بواسطة : http://www.muglatte.com/ مج لاتيه
(ريهام شريف) بكالوريوس إعلام ودراسات فى علم النفس بالجامعة الأمريكية .

هذا السؤال يدور فى عقل كثير من الأمهات ، معظمنا يخاف على أولادنا من أن ينجرفوا بعيداً عن المسار السليم فى ظل زمن ملئ بالمغريات . فبعد تفكير طويل ودراسة توصلت لعدة نقاط أساسية إذا استخدمتيها مع اطفالك سوف تنجحين فى أن تجعلى منهم أولاد صالحين بإذن الله .

1- كونى صديقة طفلك :
لا تأخذى بالمثل الشعبى : (إن كبر ابنك خاويه) ، بل لابد من أن تكونى صديقته منذ الطفولة . حاولى أن تستمعى له ولمشاكله مهما كانت صغيرة . يجب أن تتعاطفى معه وتساعديه على حلٌها. العبى معه وشاركيه اهتماماته . حاولى أن تكسبى ثقته و أن يتعود أن يصارحك بكل شئ .

2- إبعديه عن أصدقاء السوء :
من خبرتى فى الحياة اكتشفت أن صحبة السوء هى أكبر خطر على الطفل . يجب أن تتعرفى على كل أصدقائه وتراقبيهم ، وأيضاً إن أمكن أن تتعرفى على أمهات أصدقائه لكى تكونى على دراية كاملة  بأخلاق الأسرة وطريقة تربيتهم للأطفال . و إذا لاحظتى أن هناك طفل لا تثقين بأخلاقه يتقرب من ابنك . حاولى أن تبعدى ابنك عنه قبل أن يصبح صديق حميم . يمكنك أيضاً أن تكوٌنى مجموعة من أصدقائك الأمهات اللاتى تثقين بهن ، ويكون أولادهن متقاربين فى العمر ، فتنظمن نزهاتكن سوياً، فيكبر الأولاد مع أصدقاء صالحين . و أيضاً يمكنكن كأمهات الاتحاد معاً ومعرفة كل التفاصيل ، و إذا لاحظتن سلوك غير لائق يمكنكن تنبيه بعضكن.

3- ألحقيه برياضة يحبها :

الرياضة شئ أساسى فى تربية الأبناء، وهى تساعد بشكل كبير على ملء أوقات فراغهم بشئ مفيد ، وتعطيهم هدف سامى يسعون وراءه دائماً. يجب أن تلحقى ابنك منذ الصغر فى عدة رياضات مختلفة ، وبعد ذلك لاحظى أى رياضة يحبها أكثر ومن السهل عليه أن يتفوق فيها ؟ عند إذ يمكنه أن يختار الرياضة المحببة إليه لكى يكمل فيها . حاولى ألا تقعى فى خطأ كثير من الأمهات اليوم يقعن به ، وهو الضغط على الطفل أن يلعب رياضة معينة لا يحبها ، لأنك أنت تحبيها أو تمارسيها . إذا فعلتى هذا بالتأكيد سوف يفشل ، ومن الممكن أن يكره جميع الرياضات بسبب الضغط النفسى الذى تعرض له .

4- كونى مثله الأعلى :

يجب أن تعلمى أن طفلك يتأثر بجميع تصرفاتك .من أبشع الأخطاء التى تقع فيها الأم أن تنصح ابنها ألا يفعل شئ ، ثم يراها وهى تفعله! فمثلاً لإذا شجعتيه على قول الصدق دائماً ، فلا يجب أن تكذبى أبداً حتى لو كانت "كذبة بيضاء" كما يقولون فى مجتمعنا ، فإذا فعلت هذا ولو مرة واحدة سوف يفقد ثقته بكلامك ، و أيضاً سوف يقوم بتقليدك . و إننى أتعجب من الآباء و الأمهات الذين يدخنون أمام أطفالهم ، ولكن لايسمحون لهم بالتدخين فى المستقبل ! أريد أن أنبهكم أنكم أنتم المثل الأعلى لأطفالكم ، فيجب أن تكونوا دائماً مثل يحتذى به .

5- راقبى مايشاهده فى التلفزيون :

أبعدى طفلك عن مشاهدة التلفزيون أطول وقت ممكن ، فيوجد كثير من الدراسات اليوم أثبتت أنه ليس من المستحب أن يشاهد الأطفال –حتى الكارتون- قبل سن خمس سنوات . بعد هذا السن يجب اختيار مايشاهده بدقة ، و اعلمى أن كثير من أفلام الكارتون تحتوى على أشياء خارجة . فالطفل فى هذا السن من السهل أن يتأثر ويقلد أى شئ ، فيجب أن تجعليه دائماً يشاهد ما سوف يضيف إليه . ومن الأفضل أن تبعديه تماماً عن الأفلام والمسلسلات الدرامية ، لأن موضوعاتها وطريقة الحوار - للأسف- لاتصلح تماماً للمشاهدة من قبل الأطفال ، فهى تحتوى على ألفاظ ومشاهد خارجة بالإضافة إلى مواضيع لا تناسب سنه.
 

6- أبعديه قدر المستطاع عن الألعاب الإلكترونية والتابلت:
اختارى بعناية الألعاب المفيدة ، وحددى وقت معين فى اليوم تسمحين لأطفالك باللعب على التابلت أو ألعاب الفيديو . اعلمى أيضاً أن بعض هذه الألعاب تسمح لطفلك أن يتعرف على آخرين . فكثير من الألعاب تسمح للمشتركين أن يجروا حوارات ويتعرفوا من خلال هذه اللعبة على آخرين من الممكن أن يكونوا من سن مختلف و دول مختلفة ، وهناك من يستغلون هذه الألعاب لاستدراج الطفل للخطف أو استغلاله جنسياً . فلقد قرأت تقريراً صحفياً عن أم طفلة رأت رسائل على لعبة ابنتها الموجودة على التابلت من شخص يدعوا طفلتها لمقابلته فى مول ما ، ويشرح لها كيف تتعرف عليه؟ فذهبت الأم برفقة الصغيرة وبالفعل تعرفت عليه الأم ، واكتشفت أنه رجل فوق سن الأربعين ، ويقوم بإستدراج الأطفال من خلال هذه اللعبة !

 

7- حددى استخدام الانترنت فى الأشياء المفيدة فقط :
لا تدعى جهاز الكمبيوتر فى متناول طفلك طوال اليوم ، حددى أوقات معينة لاستخدامه ، واسأليه دائماً " ماذا يريد أن يفعل به ؟ " . كونى متواجدة بالقرب منه ، و ذكريه أن استعمال الانترنت يكون للأغراض المفيدة فقط .

 

8- اجعليه متعلق بالله عز وجل :
إذا نجحتى فى أن تجعلى ابنك يتقى الله ويحبه ، فإنك بهذا تستطيعين أن تطمئنى عليه طوال حياته . فحيه لله ومخافته منه أيضاً سوف يعصمه من الوقوع فى كثير من الأخطاء ، ويحفظه من المشاكل . وحاولى منذ صغره أن تجعليه يراكى دائماً محافظة على صلواتك . اشترى لابنتك اسدال صغير  و اجعليها تقف بجانبك و أنت تصلين ، فمعظم البنات الصغيرات يحببن هذا ويقلدن أمهاتهن وهن يصلين . ارسلى ابنك مع والده إلى المسجد . اقرأى له قبل النوم حكايات الصحابة بطريقة سهلة تناسب عمره ، ويوجد أيضاً كثير من الحكايات التى تناسب الأطفال مثل " قصص الحيوان فى القرآن " . تحدثى معه دائماً عن الجنة ، وماذا يوجد فيها ؟ ، وكيف ينالها بطريقة بسيطة؟ و إذا كنت تقومين بأى نشاط خيرى حاولى أن تصطحبيه معك وتشركيه بعمل بسيط يناسب سنه .  و أيضاً من المهم جداً أن تلحقيه بمدرسة لتجويد القرآن ولو مرة واحدة فى الأسبوع ، فالقرآن يحفظ الطفل ويرزع فيه القيم العظيمة منذ الصغر .

 

9- الدعاء :
و أن من أعظم أسباب صلاح الأبناء كثرة الدعاء لهم و التضرع إلى الله ليصلحهم . وقد ذكر الله تعالى عن عباده الذين أضافهم إلى نفسه إضافة تشريف فقال :

(وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) . ومايثبت أن للدعاء أثر عظيم فى صلاح الأبناء ان خير خلق وهم الأنبياء والرسل كانوا دائماً يسألون ربهم ويلحون عليه بالدعاء دائماً إذا أردن أن يحافظ أولادهم على الصلاة .. و أخيراً عليك بالرقية الشرعية يومياً فهى تحفظ الأبناء – إن شاء الله – من كل سوء.

إنى اعلم بوجود ضغوط كثيرة فى الحياة قد تجعلك منشغلة عن أطفالك من دون قصد منك ، و أن تجعلك تتركيهم معظم الوقت مع مربية أو فى الحضانة ، لكن لا تستسلمى أبداً و اجعلى وقت كافى فى يومك لأطفالك فقط . فأولادك الصغار هم زرعة ع مرك ، واهتمامك بهم – خاصة فى فترة الصغر وهى فترة تكوين شخصية الطفل – هام جداً . تعبك معه وهو طفل بالتأكيد سوف يقيه من المشاكل التى من الممكن أن يقع فيها عندما يكبر و أيضاً سوف يرتاح قلبك ، وتطمئنى عندما يكون ابنك شاب صالح .

 

 

 

Categories
Related Articles
Comments
Copyright ©. All rights reserved. MadaresEgypt.com 2020