مع التطور السريع في تكنولوجيا وسائل التواصل عبر الإنترنت، صارت السيطرة على ما يشاهده الطفل أو يتلقاه من معلومات أصعب من السابق، خاصةً مع انتشار أجهزة الهواتف الذكية والتابلت بين المراهقين، بل والأطفال أيضًا.
بالإضافة إلى الأضرار الأخرى من حيث عدم ممارسة الطفل لما يكفي من النشاط الجسدي، ومن التأثيرات السلبية للجلوس إلى الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة، سواء على الجهاز العصبي أو العينين أو العمود الفقري، فهناك عامل آخر مهم، وهو عامل الأمان على الشبكة، فكيف تضمنين عدم تعرض طفلك لمحتوى غير مناسب لمرحلته العمرية أو لأشخاص خطرين يهددون أمنه وسلامته أو خصوصيته؟ وما الحل في مواجهة هذا الطوفان الهادر من المواد، التي قد يشكل بعضها خطورة حقيقية على طفلك، خاصة في عمر مبكر أو في فترة المراهقة؟
تشير الدراسات إلى أن الأطفال والمراهقين حتى عمر الثامنة عشر، ينقسم نشاطهم على الإنترنت ما بين أداء الفروض المدرسية والألعاب الإلكترونية ومشاهدة مقاطع الفيديو واستخدام منصات التواصل الاجتماعي، وتشير الدراسات إلى أن 59 % من أطفال أوروبا المستخدمين للإنترنت لديهم صفحات شخصية على منصات التواصل الاجتماعي، 28% من الأطفال من عمر 9-10 أعوام، و59% من عمر 11-12 عامًا لديهم صفحات شخصية، بما يخالف قواعد أغلب منصات التواصل الاجتماعي، التي تشترط ألا يقل عمر المستخدم عن 13 عامًا.
من المهم مراقبة ما يتعرض له الطفل من مواد وحمايته من التعرض لمواد غير مناسبة، ويفضل في هذه المرحلة أن تستخدمي البرامج التي توفر لكِ التحكم فيما يشاهده الطفل من مواد parental control، وهي التي تسمح لكِ بحجب المواقع التي تحتوي على محتوى غير مناسب.
- احرصي على متابعة استخدام الطفل للإنترنت ومراقبة ما يشاهده من مواد، وكذلك احرصي على قضاء الوقت مع طفلك على الشبكة، وتعليمه قواعد الأمان على الإنترنت.
- احرصي أيضًا عل أن تكوني ملمة بكل ما هو جديد في عالم الإنترنت والكمبيوتر ومستجداته، إذا كان استخدامك للإنترنت يقتصر على متابعة الأخبار والعمل، فعليكِ أن تسرعي بالتحرك وتحصيل المزيد من المعرفة لمواكبة ما يعرفه طفلك.
حددي بعض القواعد التي يجب على الطفل الالتزام بها:
-
عدم مشاركة الصور الشخصية.
-
عدم مشاركة المعلومات الخاصة، كمعلومات عن مكان إقامته أو عن أفراد الأسرة الآخرين أو مدرسته أو رقم هاتفه مع الغرباء.
-
عدم الموافقة على مقابلة أي شخص عرفه من خلال منصات التواصل الاجتماعي أو غرف الدردشة.
-
عدم الرد على رسائل التهديد.
-
إخبارك إذا شعر بأي شيء غير مريح، وعليكِ تلقي ما يخبرك به بأريحية ودون أن تكوني مصدرًا للخوف بالنسبة له.
علامات الخطر:
هي المؤشرات التي عليكِ أن تنتبهي إذا ما ظهرت، مثل: قضاء وقت أطول من المعتاد على الإنترنت، خاصةً في المساء، أو تلقي مكالمات هاتفية من أشخاص لا تعرفينهم، أو إطفاء الكمبيوتر أو إبعاد الهاتف عند مرورك، أو الانعزال عن الأسرة تمامًا أو قضاء وقت طويل بمفرده.
بالنسبة للسن الأكبر، عليكِ أيضًا وضع قواعد محددة لما تسمحين وما لا تسمحين بمشاهدته، ويفضل أن تتركي قنوات الاتصال مفتوحة بينك وين طفلك بلا أي حساسية أو خوف من ناحيته، وأن تشرحي له ما يمكن أن يتعرض له عبر الإنترنت، وينصح الخبراء بتنمية وعي الطفل وإدراكه لعوامل الخطر والأمان في التعامل مع الإنترنت، وهو ما سيساعده على اتخاذ القرارات السليمة في أثناء تعامله على الشبكة لحمايته من التهديدات على الإنترنت، كالتعرض لمحتويات غير مناسبة لعمره، أو التحدث مع أشخاص خطرين أو التعرض للتنمر عبر الإنترنت أو النصب أو التلصص أو الابتزاز.
نقلاً عن سوبر ماماhttp://supermama.me/