يقدِّم الاختصاصيون في علم النَّفس نصائح حول كيفية مساعدة الأطفال على التعامل مع حالة الغضب بطريقة إيجابية.
الغضبُ هو حالة انفعاليَّة طبيعية ومفيدة، يُمكِّن الأطفالَ من معرفة أنَّ الأمور ليست مقبولة أو مناسبة. ولكن يجب الانتباهُ إلى تجنُّب أن يصبحَ سلوكُ الأطفال خارجَ نطاق السيطرة، أو أن يصيروا عدوانيين بسبب الغضب.
ينبغي عدمُ الخوف من استكشاف الأسباب الكامنة وراء مشاعر الغضب.
إنَّ مساعدةَ الطفل على تعلُّم كيفية التعامل مع حالة الغضب بطريقةٍ صحيَّة ينطوي على فوائد عديدة؛ فعلى المدى القصير، يمنع التعاملُ الصحِّي مع الغضب من أن يتسبَّبَ بإحداث شدَّة نفسيَّة للطفل وعائلته. وعلى المدى الطويل، يساعدهم على تعلُّم كيفيَّة حلِّ المشاكل والتغلُّب على الانفعالات.
عدمُ محاكمة الأطفال عن غضبهم
يجب التضامن مع الطفل لمساعدته على التعامل مع غضبه؛ فبهذه الطريقة، نجعل الطفل يعرف أنَّ الغضبَ هو المشكلة، وليس الطفل نفسه.
قد تكون هذه الطريقةُ ممتعةً وخلاَّقةً مع الأطفال الصغار، وذلك بإعطاء الغضب اسماً ما ومن ثمَّ محاولة رسمه؛ فعلى سبيل المثال، يُرسَم الغضبُ على شكل بركان سينفجر بعد قليل.
يمكن أن تؤثِّرَ كيفيَّةُ الاستجابة لحالة الغضب عند الآباء في كيفيَّة استجابة أطفالهم للغضب أيضاً؛ فإذا تعاون الآباء مع أطفالهم لمواجهة حالة الغضب، فإنَّ ذلك يُمكنه أن يساعدَهما معاً.
التعرُّف إلى العلامات التَّحذيرية الباكرة
- لابدَّ من التعاون معاً لمحاولة معرفة ما الذي يثير الغضب؛ فمن خلال ذلك، يجري تعلُّم كيفيَّة التعرُّف إلى العلامات التَّحذيرية الأولى التي تُنبئ ببداية نشوء الغضب.
- التحدُّث معاً حول الخطط التي يمكن استخدامها تجاه الغضب؛ حيث يمكن تشجيعُ الطفل على العدِّ إلى الرَّقم 10 أو الابتعاد عن المكان.
- عندما يرى الآباء العلامات التَّحذيرية الباكرة، ينبغي تذكيرُ أطفالهم بلطف بأنَّ الغضبَ يحاول التسلُّل إليهم، وهذا يعطيهم فرصةً للقيام بتنفيذ خططهم.
التركيزُ على هدف مُحدَّد
ينبغي وضعُ هدف متَّفق عليه من أجل العمل نحو تحقيقه، مع إيجاد وسيلة لمعرفة ما يجري تحقيقه معاً. لذلك، يمكن رسمُ جدول ووضع النجمات عليه، وتعليقه على الحائط، ومكافأة الطفل بوضع لصاقة من النجمات على الجدول، وذلك مقابل ابتعاد الطفل عن الوقوع في حالة غضب لمدَّة ساعة كاملة، ومن ثمَّ الانتقال تدريجياً إلى منتصف اليوم، ثمَّ إلى اليوم بأكمله، وهكذا ...
مديح الطفل والثَّناء عليه
تعدُّ ردودُ الفعل الإيجابية عاملاً ضرورياً، حيث ينبغي الإشادة بالجهود التي يبذلها الطفلُ مهما كانت صغيرة؛ فهذا سوف يبني الثقةَ لدى الطفل في معركته ضدَّ الغضب، وسوف يساعده أيضاً على إشعاره بأنَّه يتعلَّم مع والديه أيضاً.
لَّما زاد الآباء من الوقت الذي يقضونه في الثَّناء على جهود أطفالهم، قلَّ الوقتُ الذي يمكن معاقبتُهم فيه على فشلهم في التحكُّم بأنفسهم.
كيفيةُ التعرُّف إلى الغضب عند الأطفال
تؤدِّي التغيُّراتُ في أفكار الطفل ومشاعره إلى تغيُّرات في لغة الجسد لديه وفي سلوكه. ويمكن أن تتضمَّنَ هذه التغيُّراتُ ما يلي:
- القبض على اليدين بشدَّة.
- الضيق أو التوتُّر في الجسم.
- النوبات اللفظية.
- تعابير الوجه الخاصَّة.
- القيام بانتقادات شديدة اللهجة
عندما يحدث الغضب، فإنَّه يمكن أن يأتي بأشكال مختلفة، تبدأ من النوبات اللفظية، إلى العدوانية بالهجوم جسدياً على الآخرين وإلحاق الضرر بالأثاث.
ويُمكن للغضب في بعض الأحيان أن يجعلَ الأطفالَ يتصرَّفون بطريقة مؤذية لهم أو للآخرين، كالقيام باللكمات أو الانتقادات شديدة اللهجة على سبيل المثال؛ فإذا حدث مثل ذلك، يجب جعل المكان المحيط بهم آمناً قدرَ الإمكان.
عندَ التخوُّف من هيمنة الغضب على الطفل والعائلة، يجب عدمُ التردُّد في التحدُّث إلى الطبيب أو إلى المعالج النَّفسي بشأن ذلك.